الهلال.. الحلم الذي قاومه النجوم
رغم الطفرة المالية والتسويقية الهائلة التي أحدثها صندوق الاستثمار السعودي في الكرة العالمية، إلا أن مشروع تحويل الهلال السعودي إلى “جلاكتيكوس عربي” اصطدم بحقائق مريرة، كان أبطالها نجوم الكرة الأوروبية الذين فضلوا الحلم القديم على العرض المغري.
بداية الحلم.. “رونالدو” أشعل الفتيل
في يناير 2023، دوّى أول إعلان تاريخي في المشروع السعودي، عندما وقع النصر مع كريستيانو رونالدو. كان هذا بمثابة إعلان رسمي بأن الدوري السعودي دخل حقبة جديدة. لم يتأخر الهلال كثيرًا، وبدأ خطوات جادة نحو التوقيع مع ليونيل ميسي، الأسطورة الأرجنتينية.
اجتماعات، عروض خيالية، وتصريحات تمهيدية، وحتى القميص رقم 10 الذي طُبع باسم ميسي.. كل شيء كان جاهزًا، لكن اللاعب فضّل التوقيع لـإنتر ميامي الأمريكي، وأضاع على الهلال فرصة التتويج برمز الكرة العالمية، كورة لايف.
صفعات متتالية.. من مبابي إلى محمد صلاح
مشروع الهلال لم يتوقف، فحاول خطف نجوم الصف الأول، مثل:
- برناردو سيلفا – تمسك به مانشستر سيتي.
- لوكا مودريتش – فضل البقاء في ريال مدريد.
- نيكولو باريلا – رفض عرضًا ضخمًا، مفضلًا البقاء في إنتر.
- يوسف النصيري – لم تصل المفاوضات معه إلى مراحل متقدمة.
- كيليان مبابي – حلم الطفولة تحقق في ريال مدريد، لا الهلال.
- محمد صلاح – صدمة مدوية بعد اتفاق شبه كامل، ثم قرار بالبقاء مع ليفربول.
كانت صفقة صلاح تحديدًا الأكثر إيلامًا، بعدما وصلت التأكيدات إلى نسبة 90% من الإنجاز، بعقد يصل إلى 150 مليون ريال في الموسم الواحد، لكن في النهاية، انتصرت العاطفة على المال، وقرر النجم المصري مواصلة رحلته الذهبية في “أنفيلد”.
نجاحات كبيرة.. ولكن!
الهلال لم يخرج من السوق خالي الوفاض، فقد أبرم صفقات مميزة في صيف 2023، أبرزها:
- ألكسندر ميتروفيتش
- كاليدو كوليبالي
- روبن نيفيز
- مالكوم
- ياسين بونو
- نيمار (الذي تعرّض لإصابة قوية وغادر لاحقًا)
- جواو كانسيلو (الصفقة الكبرى الوحيدة بعد “لعنة الصيف”)
ورغم هذه التشكيلة النارية، إلا أن الأسماء التي لم تأت، تركت فراغًا واضحًا في أحلام الإدارة والجماهير، خاصة أن “الزعيم” يسعى لتكرار السيطرة المحلية وتحقيق البطولة الآسيوية، والمنافسة في كأس العالم للأندية.
لماذا يرفض النجوم اللعب للهلال؟
هناك عدة أسباب تتجاوز الجوانب المالية:
- الارتباط العاطفي: ميسي، مودريتش، صلاح، ومبابي، جميعهم فضّلوا قصصًا فيها “مشاعر”، لا مجرد عقود.
- الطموح الأوروبي: بعض النجوم لا يزالون يسعون لحصد الألقاب القارية هناك.
- عدم الاستقرار الفني سابقًا: مثلًا، الهلال فشل سابقًا في ضم رونالدو بسبب منعه من القيد.
- تحفظ الأندية الأوروبية: بيب جوارديولا كان حجر عثرة في طريق عدة صفقات للهلال.
- الزمن والفرص: بعض النجوم فضّلوا “الخطوة الخليجية” كخيار أخير في نهاية المسيرة، وليس في ذروتها.